النـــفــــــــــــــاق !!
↑↓
↑↓
↑↓
قال ابن القيم: "النفاق نوعان: أكبر وأصغر.
فالأكبر يوجب الخلود في النار في دركها الأسفل وهو أن يظهر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذّب به".
وقال ابن كثير: "النفاق هو إظهار الخير وإسرار الشر وهو أنواع: اعتقادي وهو الذي يخلد صاحبه في النار وعملي وهو من أكبر الذنوب".
وقال ابن رجب: "والنفاق في الشرع ينقسم إلى قسمين:
أحدهما: النفاق الأكبر وهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن بذمّ أهله وتكفيرهم وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار.
والثاني: النفاق الأصغر وهو نفاق العمل وهو أن يظهر الإنسان علانية صالحة ويبطن ما يخالف ذلك وأصول هذا النفاق ترجع إلى خصال خمس:
أحدها: أن يحدّث بحديث لمن يصدّقه به وهو كاذب له.
والثاني: إذا وعد أخلف وهو على نوعين أحدهما: أن يَعِدَ ومن نيته أن لا يفي بوعده وهذا أشر الخُلفولو قال: أفعل كذا إن شاء الله تعالى ومن نيّته أن لا يفعل كان كذبا وخُلفا قاله الأوزاعي الثاني: أن يعِد ومن نيته أن يفيَ، ثم يبدو له فيخلِف من غير عذر له في الخلف.
والثالث: إذا خاصم فجر ويعني بالفجور أن يخرج عن الحق عمدًا حتى يصير الحق باطلاً والباطل حقًّا وهذا مما يدعو إليه الكذب فإذا كان الرجل ذا قدرة عند الخصومة سواء كانت خصومته في الدين أو في الدنيا ـعلى أن ينتصر للباطل ويخيّل للسامع أنه حقّ ويوهن الحقّ ويخرجه في صورة الباطل كان ذلك من أقبح المحرمات وأخبث خصال النفاق.
الرابع: إذا عاهد غدر ولم يفِ بالعهد والغدر حرام في كلّ عهد بين المسلم وغيره ولو كان المعاهد كافرًا ولهذا في حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قتل نفسا معاهدًا بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا)) وقد أمر الله تعالى في كتابه بالوفاء بعهود المشركين إذا أقاموا على عهودهم ولم ينقضوا منها شيئا وأمّا عهود المسلمين فيما بينهم فالوفاء بها أشد ونقضها أعظم إثما.
الخامس: الخيانة في الأمانة.
وحاصل الأمر أن النّفاق الأصغر كلَّه يرجع إلى اختلاف السريرة والعلانية قاله الحسن.
وقال الحسن أيضا: من النفاق اختلاف القلب واللسان واختلاف السر والعلانية واختلاف الدخول والخروج".
وقال: "ومن أعظمِ خصال النّفاق العملي أن يعمل الإنسان عملا ويظهر أنه قصد به الخير وإنما عمله ليتوصّل به إلى غرض له سيئ فيتمّ له ذلك ويتوصّل بهذه الخديعة إلى غرضه ويفرح بمكره وخداعه وحمد الناس له على ما أظهره ويتوصّل به إلى غرضه السيئ الذي أبطنه وقال في معرض بيان خطورة هذا النفاق: "والنفاق الأصغر وسيلة وذريعة إلى النفاق الأكبر كما أن المعاصي بريد الكفر فكما يُخشى على من أصرّ على المعصية أن يسلَبَ الإيمانَ عند الموت كذلك يخشى على من أصرّ على خصال النفاق أن يسلَب الإيمان فيصير منافقا خالصا"
اللهم إنا نعوذ بك من النفاق والشقاق وسوء الاخلاق .