[b]
مالك نعمة أم نقمة ؟!
↓↓
↓↓
↓↓
كم عميت عيون عن رؤية نعم فغفلت عن شكرها فكان الحرمان جزاءها و البعد عقابها و الشقاء جليسها صباح مساء..
أ- المال نعمة:
لأن الله عز وجل إنما أعطاك هذا المال لتشتري به الجنة « إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة».
فهم عثمان بن عفان هذا فاشترى الجنة مرتين : مرة يوم سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول: " من جهز جيش العسرة فله الجنة" فجهز جيش العسرة و مرة يوم سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول:" من حفر بئر رومة فله الجنة" فحفر بئر رومة و هو مع ذلك قال عنه عبد الله بن مسعود: كنا إذا دخلنا عليه لم نميز بينه و بين خدمه!!
أخــي.. الإسلام لا يحرم عليك إقتناء المال فإن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام قال:" نعم المال الصالح للعبد الصالح".
و كذلك كان عثمان بن عفان ملياردير الصحابة لكن هل صرفه ماله يوما عن الجهاد في سبيل الله؟!كلا لأن المال كان في يده لا في قلبه و لأنه عرف الحكمة من خلق المال.
ففي الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: إن الله عز وجل قال: " إن أنزلنا المال لإقام الصلاة و إيتاء الزكاة".
النبي المعلم
ذبحت شاة عند النبي عليه الصلاة والسلام شاة فتصدقوا بها جميعا إلا الذراع فقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:" ما بقي عندنا إلا الذراع" فصحح النبي عليه الصلاة والسلام العبارة و قال: " كلها بقي إلا الذراع".
فما أنفقته هو الباقي الذي تدفعه ثمنا لإنارة حفرة قبرك و توسيع رقعتك في الجنة و لخطبة الحور العين المنتظرة لك على شوق أما ما أبقيته.. فعما قليل سيفنى و تحت الثرى.
ب- المال نقمة
و في المقابل قد يكون المال أعظم صارف عن اللهو أكبر عامل يلهي عن الآخرة و يشغل بالفاني عن الباقي كما هو حاصل في زماننا لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: " إن لكل أمة فتنةو إن فتنة أمتي المال".
فإن شراهة ابن آدم للمال لا نهاية لها و لو كان لديه واديان من ذهب لتمنى أن يكون له الثالث فيدفعه شرهه إلى تحصيل المال من أي مصدر و لو كان حراما لتنمو طبقات اللحم الحرام في جسده فإذا اكتمل نموها الخبيث لم يصلح إلا أن تطهر بالنار.
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:" كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به".
التاجر التائب
كان الحارث المحاسبي طفلا يلعب مع أقرانه أمام دكان تمار يوما فأراد التمار أن يصرفهم عن محله فأعطاهم تمرات كانت قد سقطت من أحد المشترين فانصرف الأطفال إلا المحاسبي فإنه أخذ يرمق التمار من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه ثم انصرف عنه فلحق به التمار فقال: و الله لا أتركك حتى تخبرني بما دار في خاطرك قال:
يا رجل...أتؤكل أبناء المسلمين السحت ؟! أتؤكل أبناء المسلمين الحرام ؟!
لو كنت مكانك لبحثت عن صاحب التمر بحث الظمآن عن الماء البارد ثم تركه و انصرف ففزع التمار و قال: و الله ما تاجرت بعدها في دنيا قط!!
اللهم إنا نسألك أن تجعل رزقنا رزقًا طيِّبًا تُغنينا به عن خلقك ولا تغنينا به عنك يا رب ...