( الحسد ) !؟! ( الغِبْطَة )ما هو الفرق بينهما ؟؟!!
::
::
الإختلاف بين الناس في أشكالهم ومواهبهم ومراكزهم أمر تقتضيه طبيعة البشر .
قال تعالى :
" نَحنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِشَتَهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ "
[سورة الزخرف-الآية 32]
فإذاً يجب على كل إنسان أن يرضى بما قسمه الله له مما لا يستطيع التخلص منه بعد بذلانه الجهد لذلك بالوسائل المشروعة ،
فإن من عباد الله من لا يصلحه إلا الفقر ،لأنه لو إغتنى لإبتعد وصد عن عبادة الله وذكره ومشى بطريق المعاصي والمنكرات ..
وفي الحديث النبوى :
( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سرَّاء شكر فكان خير له ، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له ) ،،،،
ومن أجل هذا حرم الله على الإنسان أن يحسد غيره الذي يملك أي شيء مما لا يملكه هو ،
أي أن يتمنى أن تزول هذه النعمة عنه ،
حيث أن هذا (الحسد) إعتراض على قضاء الله وإتهام له بعدم العدل
وهو الذي بسببه كفر اليهود برسالة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث كانوا يتمنون أن يكون نبي آخر الزمان منهم لا من العرب .
ولكن المشروع هو (( الغِبطة ))
والذي هو: تمني الإنسان أن يكون له مثل ما لغيره من النعم ، دون تمني ولا يحب زوالها ،
ولا يكره وجودها ودوامها .. وإنما يتمنى لنفسه مثلها ..
أي (الغِبطة) بتقديمه للخير ومساعدته للآخرين وإحسانه إليهم ..
وغِبطته بقيامه بالعبادات التي تقربه من الله وكافة أعماله التي تزيد من حسناته..
فلا تكون بما يفعله الآخر من معاصي ومنكرات وغيره ..
بحيث ما كان يأتي بتلك الأفعال العاصية دون أن يكون ذا مال وغيره من الوسائل التي تساعده بذلك ..
فأحسن ما تكون (الغِبطة) أن تكون كما جاء في الحديث الشريف :
(لا حسد إلا في إثنتين .. رجل أعطاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها )