كلمة شكر لأخواتي

كلمة شكر لأخواتي ...

ش
ك
ر
ا

كثيرا ما وصفنا الواقع بالانحلال الخلقي وبالفساد وانتشار التبرج و العري والفاحِــــشة...
لكنني اليوم سأتحدث عن النصف الأخر للكأس فإن كان هناك انحلال وفساد و تبرج و..و.. لدى كثير من الدين يدَّعون الإسلام من كلا الجنسين فهذا لا يمنعنا أن نتحدث عن الطرف الأخر من المعادلة عن الصنف الأخر عن اللواتي لم تلهيهن الحياة الدنيا عن عبادة الله حق العبادة. سأتحدث في هذه الكلمة الموجزة عن نساءٍِِ- و فتيات- من نور وهي عبارة عن كلمة شكرٍ لهن:

نساء لم تلهيهن الدنيا بألوانها الزاهية الفاخــــرة...
نساء لم تخدعهن الأزياء و الموضات عن ذكــــر الله ...
نساء يعيشن أوقاتهن مع كلام الله تعالى حفظا و فهما و قرأة ً.. فلا تسمعهن يرددن إلا آيات ربهــــــن..

نساء وهبن حياتهن للعفة و الطهر و الاستقامة فلا تراهن في الأسواق و الطرقات إلا وهن منتقبات محجبات تحيط بهن هالة من الوقار و العفة فكأنهن القمر ليلة التمــــام..
نساء يمشين في حياء فلا يرفعن أبصرهن في غير محارمهن أبداًً ولا يخضن في القول ولا يَفتن ولا يُفتن نساء لا يمضين أوقاتهن أمام الأفلام المحرمة، الأفلام التي لا تعرض إلا الفحش و التفحش الأفلام التي لا تراعي للدين حرماته، و لا للأخلاق حدودها ..نساء لا يُلوثن أذانهن بالذي يسمى الغِناء، ولا تراهن يقلدن المغنيات و المغنييــــــن...

نساء صابرات رغم الابتلاءات، مؤمنات رغم المغريات، خاشعات رغم الملذات. نساء يعيشن في غربة وسط أسرهن، نساء قابضات على الجــــــمر.
نساء لا يمشين وراء العلاقات الآثمة و المعاكسات الفاجرة ولا وراء المظاهر المخادِعــــة...

لكل هؤلاء النساء و الفتيات أقدم الشكر الجزيل و الثناء العظيم، وأريد أن أقول لكن : إنكن لا تعيشن لأنفسكن فقط، فما أقصر حياتنا إن كن نعيشها لذواتنا ، و كما قال الشهيد سيد قطب ( عندما نعيش لذواتنا فحسب تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة.. تبدأ حين بدأنا نعي وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ) أما عندما نعيش لقضية ما فإننا نكتسب عمر هذه القضية، فتظل أرواحنا التي وهبناها لها تعيش معها وإن فنت أجسادنا عليكن يا أخواتي أن تؤمن بأنكن بعفتكن و طهارتكن تقدمن أيضا للأمة أجل خِدمة، و أنكن تنْصُرن دِينكن..

وأريد أن أقول لكن أن مهمتكن ليست سهلة، فأنتن مطالبن بدعوة غيركن من اللواتي لايزلن في التبرج و السفور إلى الطريق الصحيح، أنتن مطالبن بالدعوة إلى الله ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله...) ...
وأريد أن أقول لكن أنكن أشرف و أعظم قدرا من غيركن، فلا تحزنن لما يقولون أنتن أشرف بتعاملكن مع الله وأعظم بإيمانكن ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مومنين).

وفي الأخير أريد أن أجدد شكري لكُن على ما تقدمنه لدينكن و لأمتكن في هذه الفترة
الحرجة الحاسمة التي يعيشها الإسلام و المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.
وأطلب من الله العلي العظيم في هذا المقام أن ينصر الإسلام و المسلمين ويردنا إلى طريق الحق ردا جميلا إنه ولي ذالك و القادر عليه.