قال الله تعالى: " ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لايرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ".
●═══════════ஜ۩۞۩ஜ═══════════●
آية تهديد ووعيد ولكن ما أعظم مافيها من شفاء لقلوب المظلومين وتسلية لخواطر المكلومين فكم ترتاح نفس المظلوم ويهدأ خاطره حينما يسمع هذه الآية ويعلم علم اليقين أن حقه لن يضيع وأنه سوف يقتص له ممن ظلمه ولو بعد حين .
وأنه مهما أفلت الظالم من العقوبة في الدنيا فإن جرائمه مسجله عند من لاتخفى عليه خافيه ولايغفل عن شئ .
والموعد يوم الجزاء والحساب يوم العدالة يوم يؤخذ للمظلوم من الظالم ويقتص للمقتول من القاتل " اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لاظلم اليوم" ..
ولكن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار" أي تبقى أبصارهم مفتوحة مبهوتة لاتتحرك الأجفان من الفزع والهلع ولاتطرف العين من هول ماترى "مهطعين مقنعي رؤوسهم رؤوسهم لايرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء" أي مسرعين لايلتفتون إلى شئ ممن حولهم وقد رفعوا رؤوسهم في ذل وخشوع لايطرفون بأعينهم من الخوف والجزع وقلوبهم خاوية خالية من كل خاطر من هول الموقف
ما أعظم بلاغة القرآن وماأروع تصويره للمواقف حتى كأنك ترى المشهد ماثلاً أمامك .
أخي أختي تخيل وأنت تقرأ هذه الآية مصير الطغاة الظلمة ممن انتهكوا أعراض المسلمات وسفكوا دماء الأبرياء وقتلوا الأطفاء وشردوا النساء وهدموا المساجد والمنازل تذكر من عاثوا بأراضي المسلمين الفساد ومن أذاقوا أخواننا في كل مكان صنوف العذاب والقهر والظلم وتذكر الطغاة الذين يعذبون الدعاة في السجون ويسيمونهم سوء العذاب من أجل أنهم قالوا ربنا الله تذكر أن الله فوقهم وأنه سوف يقتص منهم وسيرينا فيهم مايثلج صدورنا إن شاء الله ويتحقق لنا موعود ربنا تبارك وتعالى إذ يقول : " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الآرائك ينظرون هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون " .
اللهم انصر اخواننا المستضعفين في كل مكان ...