أسرار الصلاة لابن القيم
"فاعلم أنه لا ريبَ أن الصلاةَ قرَّة عُيون المحبِّين ولذَّة أرواح الموحِّدين وبستان العابدين ولذَّة نفوس الخاشعين،ومحكُّ أحوال الصادقين وميزان أحوال السالكين.
وهي رحمةُ الله المهداة إلى عباده المؤمنين هداهم إليها وعرَّفهم بها وأهداها إليهم على يدِ رسوله الصادق الأمين رحمةً بهم وإكرامًا لهم لينالوا بها شرفَ كرامته والفوز بقربه لا لحاجةٍ منه إليهم بل منَّة منه وتفضُّلاً عليهم وتعبَّد بها قلوبَهم وجوارحهم جميعًا وجعل حظَّ القلب العارف منها أكملَ الحظَّين وأعظمَهما وهو إقباله على ربِّه سبحانه وفرحه وتلذُّذه بقربه وتنعُّمه بحبه وابتهاجه بالقيام بين يديه وانصرافه حال القيام له بالعبودية عن الالتفات إلى غير معبوده وتكميله حقوق عبوديته ظاهرًا وباطنًا حتى تقع على الوجه الذي يرضاه ربُّه سبحانه"
رب جعلني مقيم الصلاوة ......