عليك بالتوبة النصوحة
""
قال الله تعالى :
(إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) [الفرقان : اية 70] .
هذا من أعظم البشارة للتائبين إذا اقترن بتوبتهم إيمان وعمل صالح، وهو حقيقة التوبة .
قال ابن عباس :
"ما رأيت النبي فرح بشيء قط، فرحه بهذه الآية لما أنزلت، وفرحه بنزول : (بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً) [الفتح : اية 12] .
واختلف أهل العلم في صفة هذا التبديل، وهل هو في الدنيا، أو في الآخرة ؟ على قولين :
ـ القول الأول :
يبدل الله سيئاتهم حسنات في الدنيا؛ قاله ابن عباس وأصحابه : هو تبديلهم بقبائح أعمالهم محاسنها، فبدلهم بالشرك إيمانا، وبالزنا عفة وإحصانا، وبالكذب صدقا، وبالخيانة أمانة، فعلى هذا معنى الآية : أن صفاتهم القبيحة وأعمالهم السيئة عوضها صفات جميلة وأعمالا صالحة، كما يبدل المريض بالمرض صحة، والمبتلى ببلائه عافية .
ـ القول الثاني :
تبديل الله سيئاتهم التي عملوها بحسنات يوم القيامة، فيعطيهم مكان كل سيئة حسنة ؛ قاله سعيد بن المسيب وغيره من التابعين .