الرحمة الزوجيــة :
ღ▬▬▬▬▬▬ღ
ღ
ღ
ღ
قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].
إن آية من كتاب الله سبحانه تغني عن كثير من كلام البشر ففي هذه الآية السابقة التي تنطق نورًا ورقة يبين رب العالمين سبحانه أنه يجمع بين زوجين وقلبين فيجعل بينهما مودة في العلاقة العاطفية ورحمة من الناحية السلوكية.
فإذا اكتست العلاقة الزوجية مودة ورحمة تفجرت ينابيع المحبة في بيت الزوجية ومنحته الدفء والحنان فضلاً عن الشعور بالأمن والاستقرار.
يقول السيد قطب رحمه الله
والناس يعرفون مشاعرهم تجاه الجنس الآخر، وتشغل أعصابهم ومشاعرهم تلك الصلة بين الجنسين وتدفع خطاهم وتحرك نشاطهم تلك المشاعر المختلفة الأنماط والاتجاهات بين الرجل والمرأة ولكنهم قلما يتذكرون يد الله التي خلقت لهم من أنفسهم أزواجًا وأودعت نفوسهم هذه العواطف والمشاعر وجعلت في تلك الصلة سكنًا للنفس والعصب وراحة للجسم والقلب واستقرارًا للحياة والمعاش وأنسًا للأرواح والضمائر واطمئنانًا للرجل والمرأة على السواء). ''في ظلال القرآن ''
وإذا تأملنا في حال الزوج والزوجة وهما غريبان عن بعضهما إذا بالعلاقة تقوى بينهما فيكونان ألصق شيء ببعضهما في جو من الحب والمودة، لم تكن بينهما قبل الزواج وإنما تولدت هذه الرحمة والرأفة بعد الزواج الذي شرعه الله لهما.
يقول ابن كثير رحمه الله في كتابه "تفسير القرآن العظيم": (ومن آياته سبحانه الدالة على عظمته وكمال قدرته أنْ خلقَ لكم من جنسكم إناثًا تكون لكم أزواجًا لتسكنوا إليها ولو أنه تعالى جعل بني آدم كلَّهم ذكورًا وجعل إناثهم من جنس آخر من غيرهم إما من جن أو حيوان لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج بل كانت تحصل نفرة لو كانت الأزواج من غير الجنس ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم وجعل بينهم وبينهنَّ مودة وهي المحبة، ورحمة وهي الرأفة، فإنّ الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها، أو الرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق،أو للألفة بينهما وغير ذلك) .
إن الرحمة تعد من أهم الوسائل التي تجعل شريك حياتك يتأكد أنك تهتم به وتحبه وتحنو عليه وتكسبه شعورًا بالثقة أنك ستهتم به وتضحي من أجله كما أن الرحمة تعد رمزًا للحماية والأمان والراحة والاستحسان وهذه تعد المكونات الأساسية للعلاقة الزوجية.
والميل والحنان عند معظم النساء هو رابط أساسي لعلاقتها بالرجل فهي تتزوج رجلاً يهتم بها، وتريد منه أن يعبِّر عن هذا الاهتمام دائمًا وبدون هذا الإحساس وهذه العاطفة فإن المرأة تشعر بأنها بعيدة عن الرجل وهذه العاطفة تجعل المرأة متعلقة ومرتبطة بالرجل عاطفيًّا جدًّا.
والخلاصة أن حاجة الشعور بميل الطرف الآخر كتعبير عن الحب هي في الأكثر من حاجات الزوجات ولكنها أيضًا يحتاج إليها الأزواج وإن كان التعبير عنها يختلف نسأل الله أن يديم الالفة والمحبة بين كل زوجين وان يختار للمقبلين على الزواج .